• النفط يحافظ على مكاسبه قرب أعلى مستوى في 3 سنوات

    28/04/2018

     «الاقتصادية» من الرياض

    حافظت أسعار النفط على مكاسبها التي حققتها خلال اليومين الماضيين في ختام الأسبوع المنصرم بدعم من مخاوف جيوسياسية ومع تجاهل السوق زيادة في المخزونات الأمريكية.
    وبحسب "رويترز"، زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 27 سنتا، أو ما يعادل 0.15 في المائة، إلى 74.90 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتا، أو ما يعادل 0.3 في المائة إلى 68.20 دولار لبرميل، وهما يحومان بالقرب من أعلى مستوياتهما في ثلاث سنوات ونصف.
    ويبدو أنه ستبقى الأسعار مدعومة في ظل احتمال قوي بتجديد عقوبات على إيران على النحو الذي يقلص الإمدادات ومن ثم تندفع الأسعار إلى الصعود، خاصةً بعد أن توقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية الإيرانية.
    وسيقرر ترمب بحلول 12 أيار (مايو) ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات على طهران وهو ما قد يسفر عن تراجع في صادراتها النفطية.
    ولم يكن الارتفاع المفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية كافياً لخفض الأسعار التي بقيت محتفظة بتماسكها، فقد واصلت ارتفاعاتها منذ الأربعاء الماضي لتبقى في مرمى البصر من أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات التي سجلتها في الجلسة السابقة، بدعم من توترات جيوسياسية، وتصاعد القلق بشأن إنتاج فنزويلا.
    وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة قد ارتفعت الأسبوع الماضي مع تخفيض مصافي التكرير الإنتاج، بينما زادت مخزونات البنزين وتراجعت مخزونات نواتج التقطير.
    وصعدت مخزونات الخام بمقدار 2.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العشرين من نيسان (أبريل) في حين كان من المتوقع أن تنخفض مليوني برميل.
    وأظهرت بيانات إدارة المعلومات أن مخزونات النفط الخام في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما زادت بمقدار 459 ألف برميل، مشيرة إلى أن استهلاك مصافي التكرير من الخام قد انخفض بواقع 328 ألف برميل يوميا مع تراجع معدلات التشغيل 1.6 نقطة مئوية.
    وزادت مخزونات البنزين 840 ألف برميل في حين كان محللون قد شملهم استطلاع لـ "رويترز" قد توقعوا انخفاضا قدره 625 ألف برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 2.6 مليون برميل بينما كان من المتوقع أن تهبط 861 ألف برميل، فيما تراجع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 43 ألف برميل يوميا إلى 6.14 مليون برميل يوميا.
    وتعززت الأسعار أيضا بتراجع إنتاج فنزويلا أكبر منتجي "أوبك" في أمريكا اللاتينية، وانخفض إنتاج فنزويلا من الخام من نحو 2.5 مليون برميل يوميا في أوائل 2016 إلى نحو 1.5 مليون برميل يوميا بسبب القلاقل السياسية والاقتصادية.
    وقامت شركة النفط الأمريكية العملاقة "شيفرون" بإجلاء مسؤولين تنفيذيين عن فنزويلا بعد سجن اثنين من عامليها هناك في نزاع تعاقدي مع شركة النفط المملوكة للدولة "بي.دي.في.اس.ايه".
    وخلال الأسبوع الماضي، توقع "بنك أوف أميركا ميريل لينش" بلوغ أسعار النفط الخام 80 دولارا للبرميل خلال الربع الثاني من العام الحالي، مبررا ذلك بحدوث بعض الاختناقات القوية في حقل بيرميان الأمريكي ذي الإنتاج الوفير، لافتا إلى أن هذه الاختناقات ستبطئ وتيرة النمو في الإنتاج الصخري الأمريكي بشكل عام.
    كما رجح بعض المحللين أن تكسر أسعار النفط حاجز 80 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من هذا العام، معللين ذلك بتصاعد المخاطر الجيوسياسية أكثر إلى أساسيات السوق.
    من جهة أخرى، أظهرت نسخة من جدول مبدئي أن وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومن دول أخرى منتجة من خارجها يعتزمون الاجتماع في فيينا في 23 (حزيران) يونيو المقبل بعد يوم واحد من محادثات يجريها وزراء المنظمة فقط.
    ووفقا للجدول، فإن لجنة فنية تراقب اتفاق خفض إنتاج النفط بين "أوبك" والمنتجين المستقلين بقيادة روسيا ستجتمع في 19 (حزيران) يونيو المقبل.
    وأفاد تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج كلفت أمانة "أوبك" في فيينا بالبحث في مقاييس مختلفة للامتثال مع إجراء تحليل متعمق لمعالجة أوجه وتداعيات حالة عدم اليقين الواسعة في السوق.
    ونوه التقرير بأن المنتجين منذ التوصل إلى الإعلان المشترك في عام 2016 يبذلون جهدا متضافرا لتسريع استقرار سوق النفط العالمية من خلال إجراء تعديلات طوعية في إجمالي الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أنه تم تمديد الاتفاق مرتين كل منهما تسعة أشهر وإجراء تعديل على إعلان التعاون حتى يصبح ساري المفعول على مدى عام 2018 بأكمله.
    وأشار التقرير إلى أن الدول المنتجة المشاركة في اتفاق خفض إنتاج النفط الخام أظهرت مجددا المرة تلو الأخرى التزامًا ثابتًا بتحقيق إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية، وقد اتضح هذا الأمر بشكل كبير من خلال مستوى الامتثال العالي الذي تحقق أخيرا.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية